عاشوا الموريسيكيين 125عاما مسلمين في السر مسيحيين في العلن هذه القصة تاريخ محض, ذهب أبطاله وطويت صفحته منذ حوالي خمسة قرون.... ملحمة رائعة سجلها مسلمو الأندلس البواسل, الذين اضطروا
إلى إعلان التنصير في ظل ظروف تعسه , وصفها أحد معاصريها- الكاردينال ريشيلو- في مذكراته بقوله :إنها أكثر صفحات التاريخ الإنساني فظاعة ووحشية لكنهم ظلوا مسلمين سرا طوال قرن وربع يقاومون الرعب والإرهاب والموت... ظلوا قابضين على( الجمر) كما يقول الحديث الشريف، حتى طردوا جميعا من الاندلس...
دخلوا التاريخ باسم الموريسيكيين..وكلمة(موريسيك)تعني شيئاً واحد فقط هو :مسلم..والأسبان هم أصحاب هذه
التسمية منذ كان أول عبور للإسلام إلى أوروبا عن طريق المغرب العربي،الذي كان يعرف في اللغة اللاتينية القديمة باسم موتيانا تنخوانيا (موريتانيا وطنجة) وقد ربطوا في اسبانيا بين الدين والمكان ،بين الإسلام وموريتانيا
وأصبح المسلمون في نظرهم-أينما وجدوا – موروس ...واصبحت اسماء المسلمين تعرف باسم (موريريا)ومن
هنا جاءت كلمة الموريسيك او الموريسكوس كما يقول البعض..وقد حمل الاسبان هذه التسمية معهم الى الفلبين,
عندما احتلوا جزرها في القرن السادس عشر،فاطلقوا على المسلمين وصف المورو..وعاشت التسمية إلى الآن ..ومنها اشتقت عبارة (جبهة تحرير مورو) التي تحارب باسم المسلمين في الفلبين..
اعذروني الموضوع جميل وطويل ولذا سأضطر إلى تقسيمه إلى حلقات وإذا نال إعجابكم اطلبوا من المشرف تثبيته واعدكم بالمواصلة على حلقات للاستفادة وعدم الاختصار الجائر إن صح التعبير نظراً لكثرة المعلومات
المفيدة التي تأتي في سياق الحديث عن حياة هؤلا الأبطال الذين تمسكوا بدينهم وتكون لنا عبرة وتفكير بالقضايا
المشابهه لما عاشوه ولكن هناك نوعين من العذاب في عصرنا اليوم عذاب يعذب مسلم على أيدي من يدعون أنهم مسلمون ومسلمون يعذبون على أيدي نصارى ويهود......[/center]